فضل الاشتغال بحفظ القرآن الكريم
قال الله تعالىوَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (القمر:17)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد فإن القرآن المجيد هو مصدر خيرية هذه الأمة، و منبع عزها وفخرها ،وهو مبعث الهدى والصلاح والاستقامة، ولا نزال بخير ما ارتبطت أعمالنا به ، وتربت نفوسنا على تعظيمه وحفظه وتعاهده ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي رواه الإمام مالك في الموطأ .
أخي المربي الرسالي أختي المربية الرسالية
إن العالم الإسلامي اليوم- ونحن جزء منه - يواجه موجات من التغريب والتشويه ،تؤكد حاجتنا الماسة للرجوع إلى كتاب الله الذي فيه العصمة والهداية والنور، وذلك بتحصين حياتنا وحياة أبنائنا به للحصول على وعد رسول الله لنا بالخيرية،فكيف يعقل أن تحفظ غيرك وتهمل نفسك، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم من تَعلّم القرآن وعلمه رواه الإمام البخاري في صحيحه .
•أخي المربي الرسالي أختي المربية الرسالية ،
إن الاشتغال بكتاب الله تعالى تعلماً وتعليماً ،علماً وعملاً ، تدبراً وتفهماً من أفضل ما صرفت فيه هممنا وأوقاتنا ،ومن خير ما بذلت فيه الجهود والأموال وأعملت فيه الأفكار والأذهان ، وما المسابقات والمنافسات التي تجرى حول القرآن الكريم إلا نوع من أنواع الاهتمام به و لها بعد ذلك من الأثر البالغ في تحفيز الهمم ما يدرك من قوله تعالى:وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال:"ومن عجب أن التنافس في أمور الآخرة يرتفع بأرواح المتنافسين جميعا ، بينما التنافس في أمور الدنيا ينحط بهم جميعا". ولحفظ القرآن الكريم يجب استحضار مايلي:
•التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحفظه، ويراجعه مع جبريل عليه السلام ومع بعض أصحابه .
•التأسي بالسلف الصالح رضي الله عنهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، فلم يكونوا يقدمون على القرآن شيئاً ولا يرضون لطالب العلم أن يخطو في طلب العلوم والحديث إلا بعد أن يحفظ القرآن الكريم ، قال الوليد بن مسلم : كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حَدَثاً ( الصبي) ، قال يا غلام قرأت القرآن … ؟ فإن قال: نعم ، قال اقرأ : يوُصِيكم الله في أولادِكم وإن قال : لا ، قال : اذهب تعلّم القرآن قبل أن تطلب العلم . .
•علوُّ منزلة حَافظ القرآن، الْماهر به، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ. رواه البخاري في صحيحه
•إن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ. رواه ابن ماجه في سننه
•الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن الكريم قَالَ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ" صحيح البخاري
•يقول النبي لبعض أصحابه أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان -وادي في المدينة - فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقالوا: كلنا يحب ذلك يا رسول الله، فقال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ، ومن أعدادهن من الإبل صحيح مسلم أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
•وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ رواه ابن ماجه في سننه ، كتاب الأدب، باب ثواب القرآن.
•حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. جامع الترمذي
•ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفاضل بين أصحابه في حفظ القرآن ، فكان إذا بعث بعثاً يقول : ليؤمّكم أكثركم قرآناً صحيح البخاري .
أخي المربي الرسالي أختي المربية الرسالية ، هل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله ؟!
اللهم وفقنا لحفظ كتابك وارزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
عن اللجنة التربوية