من القدس الأبية
من قاهرة القيادة
من صنعاء الحكمة
من دمشق الخالدة
من تونس الشماء
من طرابلس القوية
من كل وفي كل ولكل يختار الأحرار الطريق إلى رمضان , رمضان يختلف لما نختلف وتشرئب الأعناق وتندى القلوب تشتاق إلى لحظة أبية فيه , لحظة من نسيج فريد تتدثر بالحرية لتعيش العبادة الحقة .
عبادة تكون لمن صنع النفس السيدة التواقة للكرامة لتكتب أسطورة تحكى على شرفات الزمن بلا ندم على ما فات .
يا ثائرين , مشعل أنتم يضيء جوانب الحكمة في أقمارنا المختئبة خلف الوهن وخلف العمر البطيء المتواكل المعتاد عيش العبيد .
يا ثائرين على تعود العبادة بلا روح ولغير مستحقها , سارت دماؤكم الزكية في عروقنا تحيي منا حماسا ليوم اشتممنا مسككم فعرفنا أن القادم بطيب نفتقده .
في كل رمضان نقف على أعتابه نقدم رجلا ونؤخر أخرى خشية التقصير والقبول ونخرج سيوفنا من قرابها المهتريء نرتق فتقا هنا وهناك علنا نصل لمرحلة نشهر أسلحتنا المشروعة بشجاعة ..
في رمضان العام الجديد ربيع بشمس وهاجة تنضج في جوانبنا حدائق عشش فيها غربان تنعق كل يوم بأن ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوّم .
في رمضان العام الجديد هل ستخرج أيقونة جديدة تعلق في رقاب العباد تبرق بأن لا عبودية إلا له , لا صوم إلا له , لا صلاة إلا له ولا عبورا بنفس صامدة تقول الحق إلا لشاطئه الغني بالرحمة والعزة والرأفة .
في رمضان العام الجديد ومن ربيع الثورات سنزرع في النفس فسيلات نسقيها بدمع التوب لتزهر ياسمين مغفرة , وزهر عتق , وريحان قبول .
يا ثوارنا في رمضان على زناد الحروف تقبص الأنامل لتطلقها معلمة بالآي والحديث فالصدأ قد شاب كل نقطة . ونيران جملنا ما عادت تصل إلا بكلفة بخلنا بأدائها فلندفع ... من دم الحماس المسكوب من شباب الحرية قليلا لعل الإصلاح يعم وتختفي الكلمات المصفوفة المغلفة بثلج الخوف .
ولنعمل فكل من يطرق بمعوله يحدث رنة مختلفة ثؤثر ..